
الدكتور عمر الزين – تشخيص وظائف الغدة الدرقية – قصور وفرط نشاط الدرق
التقييم الشامل لاختبارات تشخيص وظائف الغدة الدرقية
تشخيص وظائف الغدة الدرقية – قصور و فرط نشاط الدرق لم يعد معقدًا كما في السابق، خصوصًا عند توافر أعراض واضحة وفحوصات دقيقة. ومع ذلك، فإن الحالات غير النموذجية تتطلب تقييمًا أدق من خلال اختبارات وظائف الغدة الدرقية وتحليل النتائج ضمن السياق السريري الكامل. في هذا المقال، يوضح الدكتور عمر الزين آلية التشخيص والتفسير الصحيح للفحوصات الهرمونية والغدية.
أهمية الفحوصات المخبرية في التشخيص الدقيق
تقييم T3 و T4 الكلي
غالبًا ما تكون مستويات T4 الكلي (5-12 نانوغرام/دل) وT3 الكلي (80-190 نانوغرام/دل) غير دقيقة في تقييم النشاط الهرموني، لأنها تشمل الهرمون الحر والمرتبط. لذلك، قد تكون القيم مضللة في الحالات التي تتغير فيها مستويات TBG (مثل الحمل، تناول الإستروجين، أو أمراض الكبد).
قياس الهرمونات الحرة بدقة أكبر
في المقابل، يمكن قياس T3 وT4 الحر مباشرة باستخدام تقنيات حديثة كالمناعة الشعاعية. كذلك، يمكن حساب مشعر التيروكسين الحر الذي يعكس بدقة فعالية الهرمون.
اختبار قبط T3 وارتباطه بالحالة الاستقلابية
يعتمد اختبار RT3U على قياس المواضع غير المشغولة على TBG عبر تفاعل تنافسي، ما يتيح تقديرًا غير مباشر للـ T4. في حالات فرط النشاط، تقل مواضع الارتباط، وبالتالي يزداد قنص الناشبة. يُحسب مشعر التيروكسين الحر كما يلي:
RT3U × T4 الكلي = FT4
قياس TSH ودوره الأساسي في التشخيص
يُعتبر قياس TSH من أهم الاختبارات لتحديد قصور الغدة الدرقية، إذ ترتفع مستوياته بشكل ملحوظ في الحالات البدئية، وقد يتجاوز 100 وحدة/مل. وفي حال انخفاضه مع انخفاض T4، يدل ذلك غالبًا على خلل في الوطاء أو الغدة النخامية.
اختبار التحريض بالـ TRH لتأكيد الحالات المشبوهة
عند الاشتباه بفرط النشاط مع TSH طبيعي، يُستخدم اختبار التحريض بـ TRH. حيث يتم إعطاء 200-500 ميكروغرام من TRH وقياس الاستجابة. ارتفاع TSH بشكل محدد يؤكد قصور الدرق، ويختلف معيار الاستجابة حسب العمر والجنس.
الفحوصات الإضافية: الغلوبولين الدرقي، الكالسيتونين، والأضداد المناعية
- الغلوبولين الدرقي يرتفع في فرط النشاط وبعض أورام الغدة.
- الكالسيتونين هام لتشخيص سرطان الغدة اللبّي.
- الأجسام المضادة مثل Anti-TPO وAnti-TG تظهر في أمراض المناعة الذاتية كداء هاشيموتو وغريف.
تقييم امتصاص اليود المشع (RAIU) ودوره في التشخيص والعلاج
على الرغم من انخفاض استخدامه، إلا أن RAIU لا يزال مفيدًا قبل العلاج المدمر باليود المشع. يتم قياس نشاط الدرق بعد إعطاء نظائر مشعة مثل I131 أو Tc99.
ومضان الدرق (Thyroid Scan) والتشخيص الشعاعي
يساعد ومضان الدرق في تحديد حجم الغدة والعقيدات. المناطق الباردة غالبًا ما تكون كيسية أو أورام، وقد تشير إلى الخباثة بنسبة 20%. في المقابل، المناطق الحارة نادرًا ما تكون خبيثة.
خوارزمية تشخيص اختبارات وظائف الغدة الدرقية
خطوات التقييم التسلسلي
- البدء بقياس TSH.
- إذا كان طبيعيًا، لا حاجة لمزيد من الفحوصات.
- إذا كان مرتفعًا، يُطلب FT4 والأضداد.
- إذا كان منخفضًا، يُطلب FT4 وربما T3.
- في حال كانت النتائج غير واضحة، تُستخدم اختبارات إضافية مثل RAIU والمضان.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية وCT وMRI
- الإيكو مفيد لتقييم حجم الغدة والعقيدات.
- علامات الخباثة تشمل التكلسات الدقيقة والحواف غير المنتظمة.
- CT وMRI يُستخدمان عند الاشتباه بكتل خلف القص أو انتشار خارج الغدة.
الخاتمة
ختامًا، فإن اختبارات وظائف الغدة الدرقية هي حجر الأساس في تشخيص قصور وفرط نشاط الدرق. ومع توفّر وسائل دقيقة، يمكن للطبيب المختص، مثل الدكتور عمر الزين، الوصول إلى تشخيص دقيق ومبكر يسهم في تحسين فرص العلاج والشفاء.